بمقابلة المسوَّدة على النسخ، وتقييد الاختلافات، وإرسال ما قوبل من المسودة مع بيان الاختلاف إليّ شيئًا فشيئًا؛ لأحقّق كلّ ما أرسل إليّ، وأبعثه إليهم شيئًا فشيئًا؛ لأنهم مضطرون إلى تعجيل طبع الكتاب لأسباب ذكرها.
هذا كلّه مع استعجالهم لي في تحقيق "إكمال ابن ما كولا" وبعث ما تمّ تحقيقه منه إليهم، ومع اشتغالي بغير ذلك؛ وكثرة العمل والإسراع فيه مظنة اختلاله بل مَئِنّته، وأنا أكره ذلك حتى إني أرى الغلطة في الكتاب الذي طُبع بتحقيقي فينالني حزن غير هيّن.
لكن علمت تصميمهم على طبع الكتاب واستعجالهم فيه، وأنّي إن لم أُجِبْهم إلى طلبهم فسيطبعونه بما تيسّر لهم من التصحيح، وهو دون ما يتيسر لي، فلم يسعني إلّا إجابتهم إلى طلبهم، وأرجو أن يرى أهل العلم ما يرضيهم.
بعد أن أتممت الجزء الأول، وبعثت به إليهم وطبعوه، حدث مِصداق المثل (ضِغْث على أبّالة) كتب إليّ الدكتور يلتمس منّي كتابة مقدمة للأنساب، وأنا مع كثرة اشتغالي أستثقل كتابة المقدّمات، وأراها ممّا لا أحسنه، فأجبته بالاعتذار، وبأن في وسعه هو أن يكتب مقدمة قد تكون أجود مما يمكنني، فأجاب بالإصرار على طلبه، فلم يسعني إلا الإجابة، وعليه تَبِعة التقصير.
* فنّ الأنساب والحاجة إليه:
يُطلق "فن الأنساب" على ما يُذكر في أصول القبائل وكيف تفرّعت، كنسب عدنان يُذكر فيه أبناء عدنان ثم أبناؤهم وهلمّ جرّا؛ ويطلق أيضًا على جمع النِّسَب اللفظية كالأسدي والمقدسي والنجار ونحو ذلك، ويُضبط كل