للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي "روح المعاني" عن "تاريخ ابن الوردي": "أنَّ عمرو بن لُحَيٍّ مرَّ بقوم بالشام، فرآهم يعبدون الأصنام، فسألهم، فقالوا: هذه أرباب نتَّخذها على شكل الهياكل العُلوية، نَسْتَنْصِرها ونستسقي، فتَبِعَهم وأتى بصنم معه إلى الحجاز، وسوَّل للعرب، فتبعوه" (١).

٥ ــ المنشأ في نصب الأصنام:

في "شرح المواقف"، بعد أن ذكر عُبَّاد الأوثان: "فإنَّهم لا يقولون بوجود إلهين واجبَي الوجود، ولا يصفون الأوثان بصفات إلهية، وإن أطلقوا عليها اسم الآلهة، بل اتخذوها على أنَّها تماثيل الأنبياء، أو الزُّهاد، أو الملائكة" (٢).

وفي "شرح المقاصد" عن الإمام الرازي: أنَّ لأهل الأوثان تأويلات، قال: "الأول: أنَّها صور أرواحٍ تدبِّرهم ....

الرابع: أنَّهم اعتقدوا أنَّ الله جسم على أحسن ما يكون من الصورة، وكذا الملائكة، فاتخذوا صورًا ... وعبدوها لذلك" (٣).

وفي "الملل والنحل" للشَّهرستاني (٤)، في الكلام على أصحاب الأشخاص، من الصَّابئة وغيرها كلام كثير يوافق ما ذكر.

إذا تقرَّر هذا، وقد سبق أنَّ العرب كانوا يعبدون الملائكة= فأصنامهم إنَّما هي تماثيل أو تذاكير للملائكة.


(١) "روح المعاني" ج ٧ ص ١٥٠. [المؤلف]. وهو في "تاريخ ابن الوردي" (١/ ٦٤).
(٢) "شرح المواقف" ج ٣ ص ٣٢ وما بعدها. [المؤلف].
(٣) "شرح المقاصد" ج ٢ ص ٦٤ ــ ٦٥. [المؤلف].
(٤) "الملل والنحل" (٢/ ٣٠٨) وما بعدها.