كان الأخ العلامة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة عافاه الله قد اطلع على نسخة هذا الكتاب (الموضح)، في مكتبة المدرسة الأحمدية بحلب برقم ٣٣٩، وذكره لي عند رجوعه إلى مكة المكرمة، وذكر علاقته "بتاريخ البخاري"، وإنّ من تمام ما قُمتُ به وقامت به جمعية دائرة المعارف العثمانية في حيدراباد الدكن من خدمة "التاريخ" تلك الخدمة البالغة أن تقوم بخدمة هذا الكتاب (الموضح). ولم أهتمّ حينئذٍ بالأمر لأنّي لم أقدره قدره. ثم سافر فضيلته مرّة أخرى إلى الشام، فأخذ لنفسه صورًا من الكتاب، وعند رجوعه إلى مكة المكرمة أراني، فلمّا تصفَّحت الكتاب علمت أنّي كنت على خطأ في عدم اهتمامي به أوّلاً، فبادرت إلى نَسْخِه وتحقيقه والتعليق عليه.
هذا والنسخة مقسومة إلى جزأين، يقع الأول في ١٣٤ ورقة، ينتهي بانتهاء باب الألف من القسم الثاني من قسمي الكتاب ــ وقد مرّ بيان ذلك ــ. ويقع الجزء الثاني في ١٢٩ ورقة، وعدد الأسطر في الصفحة تختلف ما بين ٢٧ ــ ٣٣، ومعدل كلمات السطور خمس عشرة كلمة في السطر. وتاريخ كتابته سنة ٦٢٧، وسمى الكاتب نفسه في آخر الجزء الأول: محمد بن أبي عبد الله بن جبريل بن عرار الأنصاري، وفي آخر الجزء الثاني: محمد بن محمد بن أبي عبد الله بن عرار بن محمد بن أحمد بن علي الأنصاري. وفي آخر الجزء الأول على الحاشية بخط كاتب الأصل:"بلغ هذا الجزء الأول مقابلة مع الإمام الحافظ"(؟) , في بعض المواضع محو وسقط سأنبه عليه في التعليقات.