للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسمعت منه جزءًا واحدًا». ولم يغمزوه في دينه بشيء، ولا استنكروا له حديثًا واحدًا، فلا أرى أمره إلا قويًّا، والله أعلم.

٣٨ - أحمد بن المعذَّل (١):

في «تاريخ بغداد» (١٣/ ٣٩٣ [٤١١ - ٤١٢]) «أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصَّيْمَري ... لأحمد بن المعذَّل: إن كنتِ كاذبةَ الذي حدَّثتِني ... ».

قال الأستاذ (ص ٩٥): «هو أول من قام بنشر مذهب مالك بالبصرة، بعد أن تفقه على عبد الملك بن الماجشون، وشيخه هذا حينما رحل إلى العراق من المدينة المنورة رحل ومعه مَن يُغَنِّيه، فزهد فيه أهل العلم ... وهو الذي كان أخوه عبد الصمد بن المعذَّل يقول فيه:

أضاعَ الفريضةَ والسنَّهْ ... فتاهَ على الإنس والجِنَّهْ

الأبيات».

أقول: أما البيت، فالرواية فيه: «أطاع الفريضة ... » كما شرحته في «الطليعة» (ص ٦٣) (٢).

فتجلَّد الأستاذ، وقال في «الترحيب» (ص ٤٥): «هذا تمحُّل. لو كان مراده هذا لقال: أقام، .. وإنما الطاعة لله ولرسوله لا للعمل، وهذا ظاهر». كذا قال! ولو لم يوجد هذا الشعر إلا في كتاب واحد وفيه «أطاع»، ولم يكن في السياق


(١) بفتح الذال المعجمة المشددة كما في «المشتبه» للذهبي، وقال: «من أئمة المالكية ... ». ولم ترد هذه النسبة في «أنساب السمعاني». ووقع في «تاريخ الخطيب»: «ابن المعدل» بالدال المهملة، وهو تصحيف. [ن].
(٢) (ص ٤٧ - بتحقيقي).