للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكروا ما حاصله: أن ملكه كان في خاتمه، فوقع الخاتم إلى شيطان،

فتمثَّل بصورة سليمان، وقعد على الكرسي مستوليًا على الملك، وأنكر الناس سليمان، وطردوه، فذهب يكدح طلبًا للقوت مدة، ثم وجد خاتمه في بطن سمكة، فلبسه، فعاد إليه ملكه.

وفي القصص طول، فراجعها في "الدر المنثور" إن أحببت.

القول الثاني: زعم النقاش ــ واسمه محمد بن الحسن بن زياد، توفي سنة ٣٥١ ــ أن هذه القصة هي التي ورد فيها الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: "قال سليمان بن داود: لأطوفنَّ الليلة على سبعين (وفي رواية: تسعين، وفي أخرى: مئة) امرأة، تحمل كل امرأة فارسًا يجاهد في سبيل الله. فقال له صاحبه: إن شاء الله. فلم يقل، ولم تحمل شيئًا إلا واحدًا ساقطًا أحد شِقَّيه". فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: "لو قالها لجاهدوا في سبيل الله" لفظ البخاري في ذكر سليمان من أحاديث الأنبياء (١).

قال ابن حجر في "الفتح" (٢): حكى النقاش في تفسيره أن الشقّ المذكور هو الجسد الذي ألقي على كرسيه، وقد تقدم قول غير واحد من المفسرين أن المراد بالجسد المذكور: شيطان، وهو المعتمد، والنقاش صاحب مناكير".

القول الثالث لأبي مسلم محمد بن بحر الأصبهاني المعتزلي، قال: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ} بسبب مرض شديد ألقاه الله عليه {وَأَلْقَيْنَا [ص ٥] عَلَى


(١) باب قول الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (٣٤٢٤).
(٢) (٦/ ٤٦١).