للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يتفق إلا حيث يكون الذي بينه وبين أبيه ثقةً لا شك فيه، كأخيه عثمان ومحمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة. والله الموفق.

٢٦٢ - هشام بن محمد بن السائب الكلبي:

من عادة الخطيب أن يذكر آخر ترجمة الرجل تاريخ وفاته، ورؤيا رُئيت له بعد موته، وأبياتًا قيلت في رثائه حيث يتيسر ذلك. فذكر في آخر ترجمة محمد بن الحسن تاريخ وفاته، واتصل بذلك أبيات رُثي بها، ثم ذكر ما روي أنه رئي في المنام فقال: «قال لي إني لم أجعلك وعاءً للعلم وأنا أريد أن أعذِّبك. قيل له: فما فعل أبو يوسف؟ قال: فوقي. قيل: فما فعل أبو حنيفة؟ قال: فوق أبي يوسف بطبقات». وربما اتفق أن يكون فيما يختم به الترجمة من الشعر غضاضة ما على صاحب الترجمة, فيغتفرها الخطيب في سبيل تزيينه «التاريخ» , كما فعل في ترجمة الأصمعي حيث ذكر البيتين المعروفين:

لعن الله أعظمًا حملوها ... نحو دار البلى على خَشَباتِ

أعظمًا تُبغض النبيَّ وأهلَ الْـ ... ـبيت والطيبين والطيبات

هذا مع تبجيل الخطيب للأصمعيّ، وأنه لا غرض له في ذمِّه. فاتفق له ما هو دون هذا بكثير في ترجمة أبي يوسف (١)، ذكر ما روي عن معروف الكرخي أنه قال: «رأيتُ كأني دخلت الجنة, فإذا قصرٌ قد بُني, وتَمَّ (٢) شَرْفُه ... فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لأبي يوسف القاضي ... بتعليمه الناس الخير ... ». ثم ذكر تاريخ وفاته, وذكر من طريق هشام ابن الكلبي أبياتًا ذكر


(١) (١٤/ ٢٦١ - ٢٦٢).
(٢) (ط): «وثم» خطأ.