للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المسيحيات]

[ص ٩٥] وذكر ص ١٤٠: (المسيحيات في الحديث الخ).

وذكر تميمًا الداريَّ رضي الله عنه فافترى عليه، وعلّق في الحاشية أن تحوّله إلى الشام بعد قتل عثمان كان لتمكين الفتنة، والناس يعرفون أنه إنما أتاها لأنها وطنه.

وذكر ص ١٤١ حديث الجسّاسة، وكلام صاحب «المنار» (١) فيه وقوله: (النبي - صلى الله عليه وسلم - ما كان يعلم الغيب ... وكثيرًا ما صَدَّق المنافقين والكفار الخ).

أقول: قد مرّ (ص ١٩) (٢) أنه لم يثبت أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - صدَّق كاذبًا، وإنما كان إذا احتمل عنده خبر إنسان أن يكون صدقًا وأن يكون كذبًا يبني على احتمال صِدْقه ما لا يرى ببنائه عليه بأسًا. والفرق بين القضايا التي تقدمت هناك وبين خبر الجسَّاسة عظيم جدًّا.

والأحاديث الثابتة في شأن الدجّال كثيرة، ويُعلم منها أن كثيرًا من شأنه خارج عن العادة. وكما أن الملائكة قد يأذن الله لهم فيتمثَّلون بشرًا يراهم من حَضَر، ثبت ذلك بالقرآن في قصة الملائكة مع إبراهيم ومع لوط، وفي تمثّل المَلَك لمريم وغير ذلك، وثبت في السنة في عدة أحاديث، فكذلك قد يأذن الله تعالى للشياطين ــ لحكمة خاصة ــ فيتمثلون في صور يراها مَنْ حَضَر.

فأما الجسّاسة فشيطان، وأما الدجّال فقد قال بعضهم: إنه شيطان، وعلى هذا فلا إشكال. كشف الله تعالى لتميم وأصحابه فرأوا الدجال


(١) (١٩/ ٩٩ ــ ١٠٠).
(٢) (ص ٣٨ ــ ٣٩).