للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١٥)

[١٨/ج] الحمد لله الذي وفَّقَ من ارتضاه لطاعته، وهدَى من اصطفاه لحُسنِ عبادته. أحمده سبحانه وتعالى وأشكرُه، وأتوبُ إلى الله وأستغفِرُه. وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله. اللهم فصلِّ وسلِّم على هذا النبيِّ الكريم سيِّدنا [محمد] (١)، وعلى آله وأصحابه أفضلُ الصلاة والتسليم.

أما بعدُ، فأوصيكم ــ عبادَ الله ــ ونفسي بتقوى الله، فاتقوا اللهَ عبادَ الله، وواظِبوا على ما إليه دعاكم، واجتنِبُوا ما عنه نهاكم.

يا أبناءَ الأموات، وهدفَ الآفات، ومَن مآلُهم إلى العِظام الرُّفات؛ لا يغرنَّكم الشيطانُ والأمَل، ولا يفوتنَّكم صالحُ العَمل؛ فإنَّ الموت مُصبِّحكم أو مُمَسِّيكم، ولا تدرُون متى يُفاجيكم. فاستعِدُّوا للموت قبل أن يقع، ما دام في القوس منزَع، وفي الحياة مطمَع، فإنَّ أمامكم عَقَبةً كؤودًا لا يجوزُها إلا المُخِفُّون.

أمامَكم القبورُ وعذابُها، والقيامةُ وحسابُها، والجِنانُ وثوابُها، والنيرانُ وعِقابُها.

وهذه الدنيا دارُ فَناء، والآخرة دارُ بَقاء. وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "الدنيا ملعونةٌ، ملعونٌ ما فيها إلا ذكرَ الله وما والاه، وعالمٌ أو متعلِّم" (٢).


(١) زيادة مني.
(٢) أخرجه الترمذي (٢٣٢٢) وابن ماجه (٤١١٢) من حديث أبي هريرة. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".