للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٢٤)

[ل ٢٩/ب] (١) الحمد لله وحده.

الحمدُ لله الذي جلَّتْ قدرتُه، وعلَتْ كلمتُه، وعزَّتْ عظمتُه. وأشهد ألَّا إلهَ إلا الله وحده، لا شريك له. وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، الذي كان في مثل هذا الشهر مولدُه وهجرته. اللهم صلِّ وسلِّم على هذا (٢) النبي الكريم ذي الخلق العظيم سيِّدنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه الذين بهم أُقيمتْ سنَّتُه.

أما بعد، فأوصيكم ــ عبادَ الله ــ ونفسي بتقوى الله، فإنَّها هي العُدَّةُ الوافية، والجُنَّة الوَاقية، والعمدة الوافية (٣)، والذخيرة الكافية. ومن اتَّقَى الله تعالى دامَتْ عليه نعمتُه. ونِعَمُ الله كثيرة دائمة، لا يُحصى عددُها، ولا ينقطع مددُها.

وإنَّ من أعظمها أن هدانا لدينه القويم، وجعَلَنا من أمَّة رسولِه الكريم ــ عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم ــ وأقام فينا مَن يجدِّد سنتَه، ويمثِّل للناس سيرتَه، ويُقيم بينهم شريعتَه؛ ويكون عليهم مَجْلَى نعمةٍ وكرامةٍ، ومظهرَ رحمةٍ وسلامةٍ؛ يُرشِد إلى ما فيه الصلاح والفلاح في الحال والمآل، ويهدي إلى أساسِ مصالحِ الأحوال؛ فعمَرتْ به الديار، وتنزَّلت الأمطار، ورخُصت الأسعار، وعمَّت البركات الغِزار، وأصبح القُطْرُ غُرَّةً في جبين الأقطار.


(١) في (٢٩/أ) وريقة كتب فيها حروف الجر ثم حاول نظمها في بيت.
(٢) في الأصل: "هذه" سبق قلم.
(٣) مما زاده فوق السطر، فلعله سها عن تكرار الكلمة.