للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنَّ الطاعات جميعها داخلةٌ تحت الشكر، وقد قابله الله جلَّ جلالُه بالكفر، فحقَّ علينا شكرُ الله تعالى على هذه النِّعم السابغة والكرامةِ البالغة، لِيزيدَنا من فضله الواسع وإحسانه المتتابع. فاشكروه سبحانه وتعالى بالتزام طاعته واستعمال نِعَمِه فيها، فجنِّبوا قلوبكم وجوارحَكم وألسنَتكم عصيانَه، وأَلْزِموها طاعتَه وذكرَه وشكرَه لتنالُوا رضوانَه.

الحديث: في الصحيحين (١) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يزال من أمتي أمةٌ قائمةٌ بأمر الله، لا يضرُّهم من خَذَلهم ولا من خالفَهم، حتَّى يأتي أمر الله، وهم على ذلك".

هذا، وإنَّ أبدعَ الكلامِ نظمًا، وأبلغه حِكَمًا وحُكمًا= كلامُ من وِسعَ كلَّ شيء رحمةً وعلمًا، والله جلَّ ذكرُه يقول: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (٥٥) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النور: ٥٥ - ٥٦].


(١) البخاري (٣٦٤١) ومسلم (١٠٣٧) من حديث معاوية.