للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإسلام، وأمر بإقرارهن على دينهن، وأمر ببرِّ الأمهات.

فأما قضية الجعد، فإن أهل العلم والدين شكروا خالدًا عليها ولا يزالون شاكرين له إلى يوم القيامة. ومغالطة الأستاذ في قضية التضحية مما يُضحِك ويُبكي. يُضحِك لتعجرفه، ويُبكي لوقوعه من رجل ينعته أصحابه أو ينعت نفسه: «الإمام الفقيه المحدث والحجة الثقة المحقق العلامة الكبير ... »! !

لا يخفى على أحد أن الأضحية الشرعية هي ذبح شاة أو بقرة أو بدنة بصفة مخصوصة في أيام الأضحى تقرُّبًا إلى الله تعالى بإراقة دمها، وليأكل منها المضحِّي وأهله، ويهدي من لحمها إلى أصحابه، ويتصدَّق منه على المساكين؛ وأن خالدًا لم يذبح الجعد ليأكل من لحمه ويُهدي ويتصدَّق، وإنما سماه تضحيةً لأنه إراقة دم يوم الأضحى تقرُّبًا إلى الله تعالى. فشبَّهه بالأضحية المشروعة من هذا الوجه، كما سمَّى بعضُ الصحابة وغيرهم قتلَ عثمان رضي الله عنه تضحيةً لأنه وقع في أيام الأضحى. فقال حسَّان (١):

ضحَّوا بأشمطَ عنوانُ السجودِ به ... يُقطِّع الليلَ تسبيحًا وقرآنا

وقال أيمن بن خُرَيم (٢):


(١) ديوان حسان (٩٦).
(٢) كذا ورد البيت في «الجوهرة» للبرِّي (٢/ ١٨٩) و «نهاية الأرب» للنويري (١٩/ ٣١٩)، وغيرها. وهو ملفَّق من بيتين روايتهما في «المعارف» لابن قتيبة (١٩٨):
تفاقَدَ الذابحو عثمانَ ضاحيةً ... فأيَّ ذِبْحٍ حرامٍ وَيحَهم ذَبَحوا
ضحَّوا بعثمانَ في الشهر الحرام ولَمْ ... يخشَوا على مطمحِ الكفرِ الذي طَمَحوا

وانظر: «الكامل» للمبرد (٩١٩) و «التنبيه والإشراف» ــ طبعة ليدن (٢٩٢).