للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحبُّ في الله والبغض في الله، والنصيحةُ لله ولرسوله ولإمام المسلمين ولعامَّتهم. فإنَّ من واظب (١) على هذه الطاعات فاز بالفضل الوافر، وساوى بها الحجَّ وزاد، وفاز برضوان ربِّ العباد. فاغتنِمُوا الأعمارَ قبلَ الأجل، واقطعوا الأمل، وجِدُّوا في العمل؛ فإنَّ العمرَ فاني، والعملَ باقي، والأجلَ آتي (٢).

الحديث: عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لأصحابه: "ثلاثٌ أُقْسِمُ عليهن، وأحدِّثكم حديثًا فاحفَظُوه. فأمَّا الذي أُقسِمُ عليهن، فإنه ما نقص مالُ عبد من صدقة، ولا ظُلِمَ عبدٌ مظلمةً صَبَر عليها إلا زاده الله بها عزًّا، ولا فَتَح عبدٌ بابَ مسألةٍ إلا فتَحَ الله عليه بابَ فقرٍ. وأما الذي أحدِّثكم فاحفظوه، فقال: إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبدٌ رزقه الله مالًا وعلمًا، فهو يتقي فيه ربَّه، ويصل رحِمَه، ويعمل لله فيه بحقِّه؛ فهذا أفضلُ المنازل. وعبدٌ رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالًا، فهو صادقُ النيَّة، يقول: لو أنَّ لي مالًا لعملتُ بعملِ فلان؛ فأجرُهما سواء. وعبدٌ رزقه الله مالًا ولم يرزقه علمًا، فهو يتخبَّط في ماله بغير علم، لا يتَّقي فيه ربَّه، ولا يصِل فيه رحِمَه، ولا يعمل فيه بحقٍّ؛ فهذا أخبثُ المنازل. وعبدٌ لم يرزقه الله مالًا ولا علمًا، فهو يقول: لو أنَّ لي مالًا لعملتُ فيه بعمل فلان، فهو نيَّتُه؛ ووزرُهما سواء" (٣).

ألا، وإنَّ أصدقَ الكلام كلامُ الله، وهو تعالى يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا


(١) هنا رسمها بالظاء على الصواب.
(٢) كذا كتب الأسماء المنقوصة الثلاثة بإثبات الياء.
(٣) أخرجه الترمذي (٢٣٢٥) وقال: حديث حسن صحيح.