للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نصيبٌ (١)، زُخْرِفَتْ جِنانُه، وتغيَّظت نيرانُه.

ألا، وإنَّ هذا شعبانُ قد مضى أجلُه، وهذا رمضانُ قد أوشك محلُّه؛ فطوبى لمن شهد له بالخير شعبانُه ورمضانُه.

الحديث: في الصحيحين (٢) عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تصوموا حتى تَرَوُا الهلال، ولا تُفطِرُوا حتى تَرَوه. فإنْ غُمَّ عليكم، فاقدُروا له". وفي رواية (٣) قال: "الشهر تسع وعشرون ليلةً، فلا تصوموا حتَّى تروه. فإنْ غُمَّ عليكم فأكمِلوا العِدَّة ثلاثين".

وإنَّ أحسنَ الكلام نظمًا كلامُ مَن وسعِ كلَّ شيء رحمةً وعلمًا. والله تعالى يقول: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: ١٨٥].

هذا، وأستغفِرُ الله العظيم لي ولكم، فاستغفِرُوه، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.


(١) في الأصل: "تصيب".
(٢) البخاري (١٩٠٦) ومسلم (١٠٨٠).
(٣) البخاري (١٩٠٧).