الخطيب:"كان رأسًا في العربية واللغة والأخبار وأيام الناس".
وقال ابن السمعاني:" ... وهو صاحب التصانيف كغريب الحديث ومختلف الحديث ... وغيرها من الكتب الحسنة المفيدة". وقال الشيخ تقي الدين ابن تيمية بعدما تقدم:"قلت: ويقال هو لأهل السنة كالجاحظ للمعتزلة، فإنّه خطيب السنة، كما أنّ الجاحظ خطيب المعتزلة".
وقال ابن الأثير في خطبة "النهاية" بعدما ذكر تآليف القدماء في غريب الحديث: واستمرت الحال إلى زمن أبي عبيد ... فجمع كتابه المشهور ... قال فيما يُروى عنه: إنّي جمعت كتابي هذا في أربعين سنة ... إلى عصر أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري رحمه الله، فصنّف كتابه المشهور في غريب الحديث ... ولم يودعه شيئًا من الأحاديث المدرجة في كتاب أبي عبيد إلا ما دعت إليه حاجة ... فجاء كتابه مثل كتاب أبي عبيد أو أكبر ... واستمرت الحال إلى عهد الإمام أبي سليمان حَمْد بن محمد بن أحمد الخطابي ... فألّف كتابه المشهور ... سلك فيه نهج أبي عبيد وابن قتيبة، واقتفى هديهما. وقال في مقدمة كتابه بعد أن ذكر كتابيهما وأثنى عليهما ... "ذكر الخطابي مؤلفات أخرى ثم قال: ليس لواحد من هذه الكتب التي ذكرنا أن يكون شيء منها على منهاج كتاب أبي عبيد في بيان اللفظ وصحة المعنى، وجودة الاستنباط وكثرة الفقه، ولا أن يكون من جنس كتاب ابن قتيبة في إشباع التفسير وإيراد الحجة، وذكر النظائر، وتلخيص المعنى ... ".
أقول: من تدبّر هذا علم علو درجة ابن قتيبة، فإنّ أبا عبيد جمع كتابه في غريب الحديث في أربعين سنة، ولا شكّ أنّه جمع الأحاديث المشهورة والآثار المتداولة، فلمّا جاء ابن قتيبة وحاول استدراك ما لم يذكره أبو عبيد