للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكم من كبيرةٍ أنتم مصرُّون (١) عليها، وعظيمةٍ أنتم مسارعون إليها! مواظبون (٢) على القبائح الشنيعة، مثابرون على الفضائح الفظيعة (٣)، متهاونون بأحكام الشريعة. تنتهكون حرماتِ الله، وتتعدَّون حدودَ الله، وتتجاوزون أوامرَ الله، وتتهاونون بكتاب الله. كأنَّكم بالموت مكذِّبون، أو في البعث متشكِّكون، أو بالدين مستهزئون. فإياكم والمعاصي، فإنها السمُّ الناقع والموت القاطع.

فاعلموا ــ وفَّقكم الله ــ أنَّ الله لا يغيب عنه عملُكم، ولا يخفى عليه فعلُكم، ولكنه يُمْهِلكم ولا يُهْمِلكم. أم تحسبون أنه تستُره عنكم السقوف، أم تحجبه عنكم الظلمة والحجاب؟ كلَّا، والله إنه لَلعليمُ الخبير، والنَّاقد البصير، والحاكمُ القدير سبحانه وتعالى عما يقول الجاهلون علوًّا كبيرًا.

أيها الإنسان، إنَّ أكلَ الحرام يطمِسُ نورَ القلب، ويُغري على الذنب، ويُبدِّل الإيمانَ بالكفران، والطاعة بالطغيان، ويُقرِّبك من الشيطان، ويُبعدُك عن الرحمن. وإنَّ طموحَ العين أُسُّ الفتنة، ومفتاحُ المحنة، ومغلاقُ الجنَّة. وإنَّ الزِّناء (٤) يُذهِبُ الإيمانَ (٥)، ويُعمي البصيرة، ويُذهِبُ نورَ الوجه، ويُذهِبُ العقلَ، ويُذهِبُ المعرفةَ، ويُذهِبُ البركةَ من الرِّزق، ويُهوِّن فاعلَه عند الله وخَلْقِه، ويُحبِطُه في رزقه، ويكون سببًا لتشويه خَلْقه وخُلُقه؛ وهو


(١) فوق الميم نقطتا التاء أيضًا، يعني: "تصرُّون".
(٢) كتبها في الأصل بالضاد.
(٣) هذه أيضًا كتبها بالضاد.
(٤) رسمها في الأصل: "الزنآ".
(٥) رسمها في الأصل: "لإيمان".