للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢. قد صحَّ في الحمار أنه إذا صاح فإنه رأى شيطانًا (١)، فالكلام فيه كالكلام في الكلب.

٣. المرأة قد جاء أنها تُقبل بصورة شيطان (٢). فالكلام عليها كما مرَّ.

نعم، كونها تقبل بصورة شيطان إنما هو بالنظر إلى الأجنبيَّة. وعلى هذا، فلا تدخل الزوجة؛ لأن الشيطان لا فائدة له من صحبتها للفتنة.

وهذا هو بعض الاحتمالات في حديث عائشة. وعليه فقد يقاس عليها المحارم والصغار. فأما الصغار فإنه يساعده أحاديث أُخر. وأما المحارم ففيه نظر.

وتُستثنى الزوجة الحائض، لأن للشيطان فائدةً بفتنة زوجها بها.

والأقرب عدم استثناء الزوجة غير الحائض لأن العلة ليست خوف الفتنة، وإنما هي مرور الشيطان. فقد دلَّ حديثُ «إن المرأة تُقبل بصورة شيطان» على مناسبة بين المرأة والشيطان.

فلا يدل الأمن من افتتان زوجها بها على مفارقة الشيطان لها؛ فإنَّ غرضه هنا المرور أمام المصلِّي ليقطع صلاته، وهذا حاصل وإن كانت زوجه طاهرًا.

٤. جاء في تعليل الأمر بدفع المارِّ: «فإنه شيطان» (٣). وفي رواية (٤):


(١) أخرجه البخاري (٣٣٠٣) ومسلم (٢٧٢٩).
(٢) أخرجه مسلم (١٤٠٣).
(٣) أخرجه البخاري (٥٠٩) ومسلم (٥٠٥) من حديث أبي سعيد الخدري.
(٤) أخرجه مسلم (٥٠٦) من حديث ابن عمر.