للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سوق عكاظ تعبده قريش (١). وقال أبو حيَّان: يمكن الجمع بأن يكون المسمى بذلك أصنامًا فأخبر عن كلِّ صنم بمكانه (٢).

أقول: وهذا ظاهر وهو نظير ما صنع قوم نوح بوَدٍّ كما مر مع نظائره. وهذا يدلُّ أن اللَّات في الأصل اسم شخص واحد، وتلك الأصنام أو التذكارات كلُّها له، أطلقوا على كلِّ واحد منها اسم ذلك الشخص.

ومن المشاهَد في وثنيِّي الهند أن الأصنام [٢٩٨] التي تكون لمعبود واحد يكون واحد منها هو الصنم الأعظم، وله مزيَّة على غيره، فكذا يقال في اللَّات، فكان أعظمُها لاتَ ثقيف التي كانت بالطائف كما يُعلم بتتبع الروايات في ذلك.

وأما العُزَّى فالمشهور أنها كانت سَمُراتٍ وبيتًا بنخلة (٣)، وفي ذلك حديث سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى (٤).

وقال ابن زيد: كانت العُزَّى بالطائف (٥)، وقال أبو عبيدة: كانت بالكعبة، وأيَّده أبو حيَّان في البحر بقول أبي سفيان يوم أحدٍ للمسلمين: لنا عُزَّى ولا عُزَّى لكم، وذكر فيه أنه صنمٌ، وجمع بمثل ما تقدَّم (٦).


(١) انظر: تفسير الطبري ٢٢/ ٤٧، وتفسير البغوي ٧/ ٤٠٧.
(٢) البحر المحيط ١٠/ ١٥.
(٣) انظر: سيرة ابن هشام ١/ ٧٨.
(٤) في ص ٥٧٥.
(٥) انظر: تفسير ابن جريرٍ ٢٢/ ٤٩.
(٦) في الصفحة السابقة. وتقدم تخريج قصة أبي سفيان في ص ٥١١ و ٦٢٩.