للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن نسخة بظاهرية دمشق. وكنت قد وقفت في فهرس كتب التاريخ في الظاهرية للدكتور الفاضل يوسف العش، على أنّ النسخة فيها كاملة في ثلاثة أجزاء، فكتبت مرارًا إلى إدارة معهد المخطوطات بذلك رجاء أن يطلبوا فلمًا من الثالث، ثم تكبر لي منه نسخة، فلم يستجيبوا لذلك. وبلغت القضية حضرة المحسن الكبير السلفي الشهير صاحب الفضيلة الشيخ محمد نصيف، فبعد أيام أهدى إليّ نسخة مصورة مكبّرة للجزء الثالث مع فلمها، فأبقيت النسخة وأهديت الفلم لمعهد المخطوطات لتكميل نسختهم. فتكرم مديره بالأمر بتكبير نسخة منه وإهدائها إليّ فله الشكر.

وليست هذه بالأولى ولا المائة من أيادي فضيلة الشيخ محمد نصيف عليّ وعلى العلم والعلماء، بل لم تزل أياديه تترى بضروب الإحسان الذي تعشقه نفسه وتقرّ به عينه، أطال الله عمره وزاده من فضله.

وفي آخر الجزء الأول والثاني تاريخ انتهاء كتابتهما، الأول في جمادى الآخرة سنة ثلاثين وثمانمائة. والثاني في شهر رمضان من السنة نفسها، وفي آخر كل منهما "بخط إبراهيم بن محمد بن محمود بن بدر الحنبلي" يذكر أنّه اشترك في الكتابة جماعة وختم هو. والثالث من النسخة عينها إلاّ أنّه لم يقع بآخره تاريخ.

وإبراهيم هذا عالم من تلامذة المؤلف، ولد سنة عشر وثمانمائة، وتوفي سنة تسعمائة كما يعلم من الضوء اللامع (٢/ ١٦٦)، والشذرات. والنسخة جليلة محرّرة يكثر فيها الضبط بالحركات والعلامات، ويقل فيها الخطأ، وتزدحم فيها دلائل المعارضة بأصلها معارضة تحرٍّ وإتقان، وإنّما كُتِبت النسخة لضم الكتاب إلى موسوعة عليّ بن الحسين بن عروة الدمشقي التي