وفي آخر الجزء الأول ما لفظه:"كتبه لنفسه عبد الكريم بن الحسن بن جعفر بن خليفة البعلبكّي ... ووافق الفراغ منه في غُرَّة شعبان سنة إحدى وتسعين وخمسمائة"، وبالحاشية:"عارضت به الأصل المنقول منه، فصحَّ بحسب الجهد والطاقة، ولله الحمد والمنة".
وفي آخر الثاني مثل ما تقدم إلاّ أنه قال:"لخمس بقين من شوال سنة إحدى وتسعين وخمسمائة"، وقال بعد ذلك:"نقلته عن نسخة الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي (هو ابن عساكر) وهي بخط محمد بن عبد الملك بن علي بن نصر الغافقي التدميري، وتاريخ نسخها في سنة ست وتسعين وأربعمائة". وفي حواشي النسخة تعليقات عن خط المؤلف، منها ص (٥٥)، وقع في المتن "باب الأمين والأمير ... "، ومقابله في الحاشية ما لفظه:"بخط المصنف: يردّ هذا الباب ويلحق بباب آمين وأَمِين وأُمَين في أول الكتاب"، وحواشٍ كثيرة عن ابن الفَرَضي وعن ابن الجارود وعن الدارقطني وعن الخطيب وعن ابن ناصر وغير ذلك، لعلها منقولة عن حواشي نسخة الحافظ ابن عساكر، وسترى جميع ذلك في مواضعه إن شاء الله تعالى. وفيها في مواضع النقل عن نسخة أخرى كما تراه في ص (٢٩) منها، وسترى الإشارة إليه في موضعه. وفي النسخة أشياء يسيرة جُعِلت في المتن، ونبّه على أنّها من زيادة الحُميدي، منها في ص (٥٠) وص (١٨٨) في رسم (الباجي).
وبالجملة فلو كانت نسخة ابن عساكر نفسها لما زادت على هذه في الصحة والإتقان، بل إنّ كثيرًا من الكتب يوجد منها نسخ كانت لبعض الحفاظ، ومع ذلك نجدها دون هذه بكثير.