والظاهر أنّ الأمير أخرج الكتاب مرّتين، فإحدى هاتين النسختين ترجع إلى الأصل المخرج أوّلًا، والأخرى إلى المخرج أخيرًا. وترتيب الأبواب في الثانية يوافق غالبًا ما شَرَطه الأمير في الخطبة من ترتيبها على حروف الهجاء، وترتيبها في الأولى بخلاف ذلك، فقد يُستدل بهذا على أنّ الثانية ترجع إلى الأصل المخرج أخيرًا. وسياق البيان في الأولى محكم، وبعضه في الثانية مختلّ، وهذا يدلّ على أن الأولى هي التي ترجع إلى الأصل المخرج أخيرًا، وهذا في نظري أشبه، فإنّ ترتيب الأبواب في الثانية يجوز أن يكون ممن بعد المؤلف، إذ قد يقول المغيّر: ليس في هذا تغيير معنوي، وهو أوفق بقصد المؤلف كما نصّ عليه في خطبة كتابه.
٦ - نسخة تحتوي على ما احتوى عليه المجلد الثاني من النسخة الأولى، أي من أول باب الزاي إلى آخر الكتاب، وهي في مجلدين، الأول: مكتوب على لوحِه أنّه المجلد الثالث، وينتهي بانتهاء (باب عقيل وعُقيل وغُفيل)، والثاني: مكتوب عليه أنّه المجلد الرابع يبتدئ بباب عقال وعقَّال، وينتهي بانتهاء الكتاب. هذه النسخة عندي مصورة مكبرة عن فلم بمعهد المخطوطات للدول العربية، ذكر في فهرس المعهد رقم (٦١) من كتب التاريخ بلفظ "نسخة كُتبت سنة ٦٤٦ من خط محمد بن المفضَّل بن الحسن بن موهوب المهراني [مكتبة] جار الله [بإستانبول] ٥٨٤، ٣٨٥ ق , ١٧ × ٢٥ سم , ق ٨٧٠"، وهي بخط واضح جميل، في الصفحة ٢١ سطرًا، وترتيب الأبواب فيها فيه مخالفة ما لما في النسخة الأولى. وفيها قليل من الزيادات، وفيها بياضات يسيرة مُسدّدة في الأولى، وفي الأولى بياضات