فأنت تراه اعتبر الحرف الأول فقط، وهو الألف، ولم ينظر إلى الحرف الثاني فضلًا عمّا بعده، وإنّما يراعي في التقديم والتأخير شرف بعض المُسَمّين بذاك الاسم كما قدم أحمد ثم إبراهيم، أو كثرة التراجم في الباب، أو غير ذلك من المناسبات، أو كما اتفق. وإذا كثرت التراجم في الباب رتبها على أبواب ذيلية بحسب أول أسماء الآباء، فقدم في الأحمدين من أول اسم أبيه ألف، ثم من أول اسم أبيه باء، وهكذا. وربما توسّع في الترتيب كما فعل فيمن اسمه محمد واسم أبيه عبد الله، رتّبهم على أبواب باعتبار أول اسم الجد "من اسمه محمد واسم أبيه عبد الله وأول اسم جده ألف"، ثم "من اسمه محمد واسم أبيه عبد الله وأول اسم جده باء" وهكذا.
ويختم كلّ اسم من الأسماء التي تكثر التراجم فيها بباب لمن يسمى ذاك الاسم ولم ينسب، ويختم كل حرف بباب للأفراد، وهم الذين لا يوجد في الرواة من يسمى ذاك الاسم إلا واحد.
ثم ختم الكتاب بستة أبواب: الأوّل: للذين لم يُعرفوا إلا بابن فلان، ورتبهم على أبواب ذيلية باعتبار أسماء الآباء. الباب الثاني: من يقال له "أخو فلان" فيه ترجمة واحدة. الباب الثالث: للمبهمات، فيه ترجمتان فقط "رجل عن أبيه"، "مولى سباع". الباب الرابع: لمن عُرِف ابنه ولم يُعْرَف هو، فيه ترجمة واحدة "رشيد الهجري عن أبيه". الباب الخامس: لمن لم يعرف إلاّ بكنيته، ورتّبها على أبواب ذيلية بحسب الحروف. الباب السادس: لمن تُعرف بكنيتها من النساء، ورتّبها على الحروف أيضًا.
وهذا الترتيب شبيه بترتيب "تاريخ البخاري" إلاّ أنّ البخاري قدَّم المحمدين أول الكتاب؛ لأنّه صدَّر الكتاب بنبذة من الترجمة النبوية،