للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وُجِد الربع الثالث، وتمّ طبعه حديثًا بحمد الله، و"الصغير" (١)، وقد طبع في الهند أيضًا، و"الأوسط" لمّا يطبع، ومنه نسخة في مكتبة الجامعة العثمانية بحيدراباد الدكن.

ومعرفة الجهتين الأوليين نافعة، أمّا الثانية فإنّ ما تقدم من كلام أبي زرعة وصالح بن محمد الحافظ، وما جمعه ابن أبي حاتم من المآخذ على البخاري؛ كان بالنظر إلى النسخة التي أخرجها البخاري أوّلاً، وبهذا يتضح السبب فيما (٢) ذكره الخطيب معترضًا على ابن أبي حاتم، قال: "وحكى عنه ــ أي عن البخاري ــ في ذلك الكتاب أشياء [على الغلط] هي مدوّنة في "تاريخه" على الصواب بخلاف الحكاية عنه"، فكلام ابن أبي حاتم كان بحسب النسخة التي أخرجها البخاري أوّلاً، وكلام الخطيب بالنظر إلى النسخة التي أخرجها البخاري ثانيًا، وهي رواية أبي أحمد محمد بن سليمان بن فارس الدلال النيسابوري، المتوفى سنة ٣١٢.

ذكر الخطيب في "الموضح" أوّل اعتراضاته على البخاري إسناده إليه. وفي رواية ابن فارس هذه مواضع على الخطأ، وهي في رواية محمد بن سهل بن كردي عن البخاري على الصواب، انظر "الموضح": الأوهام ٧ و ٩ و ١٣ من أوهام البخاري مع تعليقي، فظهر أنّ رواية ابن فارس ممّا أخرجه البخاري ثانيًا، ورواية ابن سهل ممّا أخرجه ثالثًا.

وأمّا الجهة الأولى فيتعلق بها اصطلاحات للبخاري:


(١) الذي طبع باسم "الصغير" هو "الأوسط"، وانظر بحث ذلك بتوسع في مقدمة "التاريخ الأوسط": (١/ ٥٤ - ٧٨ ط ــ الرشد).
(٢) (ط): "فيها".