للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ففتَّشا عنه في معاجم الصحابة فلم يجداه فتوقَّفا.

وكأن العلماء فهموا أنَّ تحويل أسماء الجاهليِّين ليس بحتمٍ، ولذلك لا يزالون يذكرونهم بعبد منافٍ وعبد العزى وعبد مناة ونحو ذلك.

والمقصود أنَّ اسم عبد المطلب لم يُقصَد به تعظيمٌ, ولا يُشعِر إذا عُرِف سببه بتعظيمٍ.

ثم أُلِفَ هذا الاسم فسُمِّيَ به نافلته (١) عبد المطلب بن (٢) الحارث بن عبد المطلب، وهو ابن عمِّ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، صحبه وروى عنه. وفي ترجمته من تهذيب التهذيب لابن حجر: «قال العسكري: هو المطلب بن ربيعة، هكذا يقول أهل البيت. وأصحاب الحديث يختلفون، فمنهم من يقول: المطلب بن ربيعة، ومنهم من يقول: عبد المطلب. وقال أبو القاسم [البغويُّ] (٣): عبد المطلب، ويقال: المطلب. وقال أبو القاسم الطبرانيُّ: الصواب: المطلب».

أقول: وأهل البيت أدرى به، وقد يجوز أن يكون سمي عبد المطلب باسم جد أبيه ثم غَيَّره النبي - صلى الله عليه وسلم - فسماه المطَّلِب، وبقي بعض الناس يقول عبد المطلب؛ لأنه رأى أنَّ هذه التسمية ليس المقصود منها تعظيم المطلب، وإنما سمي هذا باسم جدِّ أبيه، وجدُّ أبيه عرض له هذا الاسم على الوجه الذي قدَّمناه، لم يقصد به تعظيم المطَّلِب. واتِّباعُ أهل البيت أولى؛ فإن هذه التسمية تكون ذريعة إلى غيرها. والله أعلم.


(١) النافلة: ولد الولد. انظر: القاموس المحيط: ١٣٧٤.
(٢) لا خلاف في أن اسم والده: ربيعة, والحارث جدُّه. ولعل المؤلف نسبه هنا إلى جدِّه.
(٣) زيادةٌ من التهذيب ٦/ ٣٨٤.