للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحمد لله (١).

أخي الصفيّ حفظه الله (٢).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتابك رقيم ٢٤ مارس سنة ١٩٣٦ وصل، وحمدت الله تعالى على عافيتك وصلاح حالك، كتبك السابقة وصلت، ولا عُذْر لي في عدم الجواب، إلا أن ما تعهده (٣) فيّ من الخُلُق المَرَضي [بفتح الراء]، أو المرض الخُلُقي [بضم الخاء]، أعني الانقباض والرغبة عن المزاورة يزداد تمكّنًا، فإن ههنا أناسًا تقضي عليّ المصلحة بكثرة زيارتهم، ولكن نفسي تغلبني فأدع ذلك حتى إني لا أكاد أتعمد زيارتهم ولو يوم العيد، وفي مقابل ذلك أكره أن يتعمَّد أحد زيارتي ولو يوم العيد.

وحسبك ما بيني وبين الأخ مكي من المودّة لم أكتب إليه منذ سنين؛ بل وعرَّفته أن لا يكتب إليّ، وكذلك حال الشيخ سليمان فإن منزلته في قلبي مكينة، ومع ذلك لا أكاد أكتب إليه إلا شبه المُكْره.

دعنا من هذا، فإنك تعلم حقيقة هذا الأمر من نفسك أنت مني وأنا منك، وليس على وجه الأرض بعد سيدي (٤) الوالد ــ حفظه الله تعالى ــ من يسرني سروره أزيد منك، ولا أعلم لك ذنبًا.


(١) "الحمد لله" ليست في (ي).
(٢) بعده في (ي): "أحمد بن يحيى المعلمي".
(٣) طمس بعض الكلمة في (ن)، وأثبتناها من (ي).
(٤) "وجه الأرض بعد سيدي" مطموسة في (ي).