للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ص ١٢٨] أ - أنه إن كان الأئمة لم ينقلوا عن أحد أنه كان يرسل إرسالًا خفيًّا، فهذا دليل لنا على غلظه وشدة شناعته وقبحه، بحيث إن جميع المحدثين تنزَّهوا عنه، إلا الكذابين، فإن وصفهم بالكذب يغني عن وصفهم بالإرسال الخفي، وإن كان الأئمة نقلوا ذلك، ولكن عن قليل بالنسبة إلى من نقلوا عنه التدليس، فهذا أيضًا دليل لنا على شناعة الإرسال الخفي، بحيث إن الموصوفين به من المحدثين قليل جدًّا بالنسبة إلى المدلِّسين.

ب- المشهور بين المحدِّثين أن الإرسال الخفي تدليس، فالوصف بالتدليس يتناول النوعين، ولنا بحثٌ في تحقيق هذه المسألة نلخصه هاهنا:

في عبارة ابن الصلاح (١) في حد التدليس "فتح المغيث" (٢) (ص ٧٣): "وعمن عاصره ولم يلقه موهمًا أنه قد لقيه وسمعه". وتبعه النووي، وعبارته في "التقريب" (٣): "بأن يروي عمن عاصره ما لم يسمعه منه موهمًا سماعه"، وكذا العراقي. وقال في "فتح المغيث" (٤) (ص ٧٤): "إنه هو المشهور بين أهل الحديث".

ومثله للسيوطي في "شرح التقريب" (٥)، [ص ١٢٩] وهو ظاهر عبارة الخطيب في "الكفاية" (٦). انظر "فتح المغيث" (ص ٧٤) وإن قال


(١) "علوم الحديث" (ص ٧٣).
(٢) (١/ ٢٠٨).
(٣) (١/ ٢٥٦ ــ مع تدريب الراوي).
(٤) (١/ ٢٠٩).
(٥) (١/ ٢٥٦).
(٦) (ص ٣٥٧).