للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإمام الذي تدَّعي أعْلَمِيّتك عليه.

وأمَّا الحديث الصحيح: "سباب المسلم فسوق" فبحمد الله تعالى صورة كتابي الأول عندي بخطِّي ليس فيها سُبَّةٌ، وجوابك عندي وفيه ما يكفي. فإنْ كنتَ فهمتَ من كلامي بَعْدُ ما هو في معنى السبِّ فذلك اقتضاءً لحقّي، والحديث الآخر رويتَه بلفظ: "أَبْغِضْ صديقَك". وحاشا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من لفظ هذه العبارة ومعناها.

وقولك: "إنّي لا أكون صالحًا حتى أتجرَّد عن الإمام والمأموم، وأجوبَ الفيافي والقفار" خطأٌ فإنَّ القربَ من الإمام وخدمته أرجى قربة.

وقولك: "إنك في صَلَفٍ من العيش". ما أدري ما هو الصَّلَفُ؟ ! فإن كان بالمهملة فهو قلَّة نماء الطعام وبركته، فهذا دالٌّ على خلافِ ما أوردتموه له؛ لأنَّ العبد الذي لا ينمي إليه طعامه فيباركَ له فيه لا يخفى حاله.

أو أن لا تحظى المرأةُ عند زوجها. ولا دَخْل لهذا.

أو التكلُّم بما يكرهه صاحبُك وهذا ممكنٌ.

أو التمدُّح بما ليس عندك ــ وهذه عبارة "القاموس" (١) ــ وهو المراد هنا.

وإن كان بالمعجمة فمادَّته مهملةٌ.

وإن أردتَ ضيقَ العيش وتنغُّص الرزق فَقُل: في شَظَفٍ.

ثم لا عبرة بضيق العيش مع إرسال النفس وإطلاق عنان اليد تختلس


(١) (ص ٨٢٨).