للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى عصرنا هذا، في معرفة العلوم الإلهيَّة، الذي قال فيها - صلى الله عليه وسلم -: "كلُّكم هلكى إلَّا أنا، أنا وما هؤلاء عليه" (١). يعني: كبار الصحابة.

وقال - صلى الله عليه وسلم -[ص ٧]: "ما فضلكم أبو بكرٍ بكثرة الصلاة والعبادة، وإنَّما لشيءٍ وضعه الله في صدره" (٢). وهي المعرفة الحقيقيَّة بالله الواحد الأحد، حتى عرف نفسه أنَّه هو عين الحقِّ المبين؛ لصِحَّة الحديث عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَن عرف نفسَه عرف ربَّه" (٣).

أي: معرفة النفس بانتفاء البشريَّة وظهور الأحديَّة تُعْدِمُنا الأسماء والصفات و .. و .. و .. ؛ لأنَّ الأحديَّة جمع، وجمع الجمع، ولا تقبل أسماء ولا صفات.

أو هي ذات [صرفة] مجرَّدة، ما تقبل إلَّا اسم الله، وإلَّا فحكمها حكم العموم، وعموم العموم، ولا تقبل كم، ولا كيف، ولا أين، ولا متى، ولا تقبل ضرب المثل، ولا المساحة، ولا تقبل الماضي، ولا المستقبل، ولا


(١) لم أقف عليه!
(٢) لا أصل له مرفوعًا كما قال العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (١/ ٢٣)، وعنه السَّخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص ٥٨٤)، ونسبه إلى بكر بن عبد الله المزني من كلامه ممَّا أسنده إليه الحكيم الترمذي، وهو في "نوادر الأصول" (١/ ٩٠).
ونسبه ابن القيم في "المنار المنيف" (ص ١٠٩) إلى أبي بكر بن عيَّاش.
(٣) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (١٦/ ٣٤٩): "ليس هذا من كلام النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ولا هو في شيءٍ من كتب الحديث، ولا يعرف له إسناد، ولكن يُروَى في بعض الكتب المتقدِّمة إن صح: يا إنسان اعرف نفسك تعرف ربك .. ".
ويُنظَر أيضًا: "مدارج السَّالكين" لابن القيِّم (١/ ٤٢٧)، و"المصنوع" لملَّا علي القاري (ص ١٨٩).