للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نبيِّكم، وقد استشهد نبيُّكم عليهم بنصِّها في قِصَّة الرَّجم (١) للزَّاني المُحْصَن، ورُوِيَ أنَّ عبد الله بن سلام ضَرَب يد عبد الله بن صُوريا، ووضعها على آية الرجم (٢).

ورُوِيَ أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أخذ التَّوراة وقال: "آمنتُ بما فيك" (٣).

وفي كتابكم: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [المائدة: ٦٨]، وفيه أيضًا: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: ٩٣]، وفيه أيضًا: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا [ص ٤٣] لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ} [المائدة: ٤٤]، وفيه: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ


(١) في الأصل: "الراجم".
(٢) أخرجه البخاري (٣٦٣٥) ومسلم (١٦٩٩) من حديث ابن عمر رضي الله عنه، وليس فيهما ولا في غيرهما ضرب يده، بل الوارد الأمر برفع يده.
وتسمية ابن صوريا وقع في غيرهما، عند ابن حبان (٤٤٣٥) وغيره.
(٣) أخرجه أبو داود (٤٤٤٩) من حديث ابن عمر قال: أتى نفر من اليهود فدعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى القف فأتاهم في بيت المدارس فقالوا: يا أبا القاسم إنَّ رجلا منا زنى بامرأة فاحكم، قال: ووضعوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسادة فجلس عليها، ثم قال: "ائتوني بالتوراة"، فأتي بها، فنزع الوسادة من تحته، ووضع التوراة عليها، وقال: "آمنت بك وبمن أنزلك .. " الحديث.
وقد حسَّن إسناده الألباني في "الإرواء" ضمن الحديث (١٢٥٣)، وسيأتي بعد قليل حكم ابن حزمٍ عليه بالوضع!