نعمته فهم نظم القرآن في سورة البقرة وسورة القصص من نفس القرآن". وانكشاف النظام في سورتين حمله على التدبر في سائر السور، ولكنه فسر في البداية جملة من السور من آخر القرآن، ولما بدأ بالتفسير من أول القرآن على المنهج الذي ارتضاه أخيرًا وصل إلى الآية ٦٢ من البقرة وتوقف. غير أنه كتب مقدمة لتفسير سورة البقرة، تتضمن تحليلًا جيدًا لنظامها الإجمالي، وقد طبع هذا التفسير بأخرة في الهند في نحو ثلاث مائة صفحة.
وقد تكلم الشيخ عبد الله دراز رحمه الله (ت ١٣٧٧) في كتابه "النبأ العظيم" (ص ١٦٣ - ٢١٠) على نظام سورة البقرة أيضًا.
ونظرة الشيخ المعلمي رحمه الله في ارتباط الآي في سورة البقرة وإن لم تكن نظرة كلية شاملة تكشف عن النظام العام للسورة، وإنما تغلب عليها الجزئية، ولكنها مع ذلك تحوي نظرات دقيقة، وهي مع محاولتي العلامة الفراهي والشيخ عبد الله دراز رحمهما الله تقدم مادة ثريَّة لدراسة مقارنة في نظام سورة البقرة.
النسخة التي اعتمدنا عليها في نشر هذه الرسالة هي مسودة، رقمها في فهرس مكتبة الحرم المكي الشريف ٤٧١٤، وهي عبارة عن دفتر مذكرات فيه ٥٤ ورقة، ورسالتنا تبدأ فيها من الورقة الثانية وتنتهي في الورقة ٣٢. ولكن الحقيقة أنها انتهت في ق ٢٥/ب، فإن المؤلف رحمه الله قد أضاف كلامًا في ق ٢٤/ب في السطر الرابع عشر، وبدأ كتابته في الحاشية العليا من الصفحة، واستمر هذا الاستدراك في الحواشي العليا إلى ق ٣٢، وترك الصفحات الثلاث عشرة بيضاء لبيان ارتباط الآيات الباقيات.