للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والذي ارتضاه الصبَّان، وقرره البناني في "حواشيه على شرح جمع الجوامع" (١): أن قوله: "باسم الله أو متبركًا باسم الله" إنشاءٌ. قال البناني:

"لصدق حد الإنشاء عليه، هو ما يتحقق مدلوله بذكر دالِّه فقط ... والتبرك لا يتحقق مدلوله بدون ذكر اللفظ الدال عليه".

وقد نظر فيه بعضهم بما اشتهر أن الحال لا تكون إنشاء.

والجواب: أنّ ذلك في الجملة الحالية، والإنشاء اللفظي، أي: أنَّ الجملة الحالية لا تكون إنشائية لفظًا، فلا يقع فعل الأمر مثلًا، أو الفعل المنقول إلى الإنشاء لإيقاع العقود مثل بعت وطلَّقت حالًا.

فأما الإنشاء المعنوي فقط، فلا مانع من وقوعه حالًا مفردة، كقوله تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ} [غافر: ١٤]، وجملة كقوله: {فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة: ١٣٢].

ومن الأول قوله تعالى: {ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ} [هود: ٤١]، وقد قدروه: "مسمِّين الله"، كما علمت، والمعنى: أمرهم بالتسمية عند الركوب.

وأمثلة ذلك أكثر من أن تحصى.


(١) طبعة دار الفكر (١/ ٣).