للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالطَّبَرْزِين ليقوم فأبى، فأدخلوا محاجن لهم في مراقِّه، فبزغوه بها ليقوم فأبى. فوجهوه راجعًا إلى اليمن، فقام يهرول. ووجهوه إلى الشام، ففعل مثل ذلك. ووجهوه إلى المشرق، ففعل مثل ذلك. ووجهوه إلى مكة، فبرك. فأرسل الله عليهم الطير ... " (١).

وقد ذكر ذلك في أشعارهم، وذكرها المعلم (٢). منها قول أبي قيس:

ومن صنعه يوم فيل الحبو ... ش إذ كلَّما بعثوه رَزَمْ

محاجنُهم تحت أقرابه ... وقد شرَّموا أنفَه فانخرَمْ

وقد جعلوا سوطَه مِغولًا ... إذا يمّموه قفاه كَلَمْ

فولى وأدبر أدراجه ... وقد باء بالظلم مَن كان ثَمْ

فأرسل من فوقهم حاصبًا ... فلفَّهم مثلَ لفِّ القَزَمْ

تحضُّ على الصبر أحبارُهم ... وقد ثأجوا كثُؤاج الغنمْ

[ص ٥٧] وقول أبي الصلت أو ابنه أمية:

إنَّ آياتِ ربِّنا ثاقباتٌ ... لا يماري فيهنَّ إلا الكفورُ

حَبَسَ الفيلَ بالمغمَّس حتى ... ظلَّ يحبو كأنه معقورُ

لازمًا حلقةَ الجِرانِ كما قُطْـ ... طِرَ من صخرِ كبكبٍ محدورُ (٣)


(١) سيرة ابن هشام بهامش الروض الأنف (١/). [المؤلف]. ط السقا (١/ ٥٢ - ٥٣).
(٢) زدت البيت الرابع والخامس من القطعة الأولى من السيرة، واتبعت رواية السيرة، وانظر الأشعار وشرح غريبها في الروض الأنف (١/). [المؤلف].
(٣) في كتاب الحيوان ٧/ ١٩٨: "قطِّر صخرٌ من كبكبٍ محدورُ".