للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"التنكيل" (١)، فعلى هذا لا يثبت أن سُليمًا روى ذاك الحديث.

ومع هذا فسُليم الذي ذكره العقيلي، وروى عنه ذاك الحديث ليس هو بالقارئ صاحب حمزة الواقع في سند الخطيب، وإيضاحُ ذلك: أن العُقيلي قال: "سُليم بن عيسى، مجهول في النقل، حديثه منكر غير محفوظ. حدثناه يحيى ... " كما مرَّ، فقول العقيلي: "مجهول في النقل حديثه منكر" واضح في أنه عنده غير القارئ، فإن القارئ معروف مشهور، وهذا مجهول لا يعرف إلا بذاك الحديث كما تقتضيه عبارة العقيلي. ويؤكِّد هذا أن الذي ذكره العُقَيلي وروى عنه ذاك الحديث، كنيته "أبو يحيى" كما في السند، هكذا هو في كتاب العقيلي في النسخة المحفوظة بالمكتبة الآصفية في حيدراباد الدكن (٢)، وهكذا هو في "الميزان" (٣) وليست هذه كنية القارئ، أما القارئ فقال ابن الجزري في ترجمته من "طبقات القراء" (١/ ٣١٨): "كنيته أبو عيسى ويقال: أبو محمد" (٤).

[ص ٥٧] والذهبي وإن بدأ في "الميزان" فزعم أنه القارئ فإنه رجع بعد ذلك ولفظه: "سليم بن عيسى الكوفي القارئ، إمام في القراءة، روى عن الثوري خبرًا منكرًا ساقه العقيلي، ولعل هذا الرجل غير القارئ .... ".

فقد اتضح أن سُليم بن عيسى القارئ الواقع في سند الخطيب لا يناله


(١) (رقم ١٢٤).
(٢) قلت: وكذلك هو في النسخة المحفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق. [ن]. وهو كذلك في المطبوعة.
(٣) (٦/ ٧٠).
(٤) وذكره بالكنيتين الذهبي في "معرفة القراء": (١/ ١٥٧).