للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقفون عن الجزم لأدنى احتمال.

روي أن شعبة سأل أيوب السختياني عن حديث فقال: أشكُّ فيه. فقال شعبة: شكُّك أحبُّ إليَّ من يقين غيرك (١).

وقال النضر بن شُميل عن شعبة: لأن أسمع من ابن عون حديثًا يقول فيه: "أظن أني سمعته" أحبُّ إليَّ من أن أسمع من ثقة غيره يقول: قد سمعت (٢). وعن شعبة قال: "شكُّ ابنِ عون وسليمانَ التيمي يقين" (٣).

وذكر يعقوبُ بن سفيان حمادَ بن زيد، فقال: معروف بأنه يقصر في الأسانيد، ويوقف المرفوع، كثير الشك بتوقّيه، وكان جليلًا. لم يكن له كتاب يرجع إليه، فكان أحيانًا يذكر فيرفع الحديث، وأحيانًا يهاب الحديث ولا يرفعه (٤).

وبالغ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب فكان إذا سئل عن شيء لا يجيب حتى يرجع إلى الكتاب. قال أبو طاهر السِّلَفي: سألت أبا الغنائم النَّرْسي عن الخطيب فقال: "جبل، لا يُسأل عن مثله، ما رأينا مثله. وما سألته عن شيء فأجاب في الحال إلا يرجع إلى كتابه" (٥).

وإذا سبق إلى نفس الإنسان أمر ــ وإن كان ضعيفًا عنده ــ ثم اطلع على


(١) انظر "تهذيب التهذيب": (١/ ٣٤٩).
(٢) "الجح والتعديل": (٥/ ١٣١).
(٣) "تهذيب التهذيب": (٤/ ١٧٦).
(٤) "تهذيب التهذيب": (٣/ ١١).
(٥) "كتاب الأربعين" (ص ٥٣٧) لعلي بن المفضل، و"السير": (١٨/ ٥٧٥).