للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واتَّخذ قوم هودٍ عليه السلام أشخاصًا متوهَّمةً آلهةً وعبدوها.

وعبد قوم صالحٍ مع الله تعالى غيره, واتَّخذ قوم إبراهيم عليه السلام الأصنام آلهةً وعبدوها, وعبدوا الشيطان، وعظَّموا الكواكب.

واتَّخذ أهل مصر في عهد يوسف عليه السلام أشخاصًا متوهَّمةً وعبدوها, وادَّعى فرعون أنه إلهٌ وأطاعه قومه.

واتَّخذ القوم الذين مرَّ بهم قوم موسى أصنامًا وعكفوا عليها, وسمَّاها أصحاب موسى آلهةً، وسألوه أن يجعل لهم إلهًا مثلها, واتَّخذ بعض قوم موسى العجل إلهًا, ثم اتَّخذوا الأحبار آلهةً وعبدوهم.

واتَّخذ النصارى عيسى وأمَّه عليهما السلام إلهين من دون الله وعبدوهما, واتَّخذوا رهبانهم آلهة من دون الله وعبدوهم.

واتَّخذ مشركو العرب الأصنام والملائكة والشياطين وأشخاصًا متخيَّلةً آلهةً وعبدوها.

قال المؤلِّف: فطريق البحث أن ننظر فيما كان هؤلاء القوم يعتقدونه في تلك الأشياء وما كانوا يعظِّمونها به, فإذا تبيَّن لنا ذلك علمنا أنَّ ذلك الاعتقاد والتعظيم هو التأليه والعبادة.

ثم أفاض الشيخ في تفصيل ما كان يفعله هؤلاء الأقوام مع معبوداتهم , وإلامَ كانت أنبياؤهم تدعوهم, وبَرْهَن على أنهم لم يكونوا ينكرون وجود الله, مستدلًّا بالآيات القرآنيَّة على وجهٍ رئيسٍ ومثنِّيًا بأحاديث وآثارٍ تدلُّ على ذلك, وأدلُّ دليلٍ على ذلك أنهم قالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: ٣]، {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ} [الزخرف: ٢٠]، {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ