للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البرقاني، قال: «في هذا القول نظر، لأن جعفر بن درستويه من كبار المحدثين ... فلا يُستنكر أن يكون بكَّر بابنه في السماع من يعقوب بن سفيان». ثم استأصل الخطيبُ الشأفةَ واقتلع الجرثومة بقوله: «مع أن أبا القاسم الأزهري حدَّثني قال: رأيتُ أصل كتاب ابن درستويه بـ «تاريخ يعقوب بن سفيان» لمَّا بيع في ميراث ابن الآبَنُوسي (١)، فرأيته أصلًا حسنًا، ووجدت سماعه فيه صحيحًا». والأزهري من أهل المعرفة والتيقظ والثقة والأمانة. ترجمته عند الخطيب (ج ١٠ ص ٣٨٥). فثبت السماع وبطل النزاع.

فأما حال ابن درستويه، فتضعيف اللالكائي له قد بيَّن وجْهَه، وهو قوله: «بلغني ... ». وقد علمتَ أنه ليس في ذلك حجة. وقول البرقاني: «ضعَّفوه» قد بيَّن وجْهَه، وهو استبعادهم أن يكون سمع «التاريخ». وقد ثبت سماعه له، فزال سبب التضعيف. على أنه لو لم يتبين أن ذلك هو وجه التضعيف لكان تضعيفًا مجرَّدًا، وهو جرح غير مفسَّر، وقد ثبت التوثيق. قال الخطيب: «سألت أبا سعد الحسين بن عثمان الشيرازي عن ابن درستويه؟ فقال: ثقة [١/ ٢٩٠] ثقة. حدَّثنا عنه أبو عبيد الله (٢) (الصواب: أبو عبد الله. كما في «لسان الميزان» (٣). وهو الحافظ محمد بن إسحاق بن منده من شيوخ


(١) هكذا ضبطه السمعاني في «الأنساب»: (١/ ٦٧)، وذكر له وجهًا آخر بسكون الباء (الآبْنوسي).
(٢) ووقع كذلك في الطبعة المحققة: (١١/ ٨٦)!
(٣) (٦/ ٥٥٥).