للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحديث. فإذا تبين أن القاسم بريء من عُهدته، أو معذور فيه، تبيَّن أنه لا مطعن فيه. فإنه يروي عن جماعة منهم عكرمة، ومحمد بن كعب القرظي، وسلمة بن كُهَيل وغيرهم، ولم يُنكَر عليه خبر واحد إلا ذاك الخبر الذي رواه عن نزار، وحينئذ يصفو له توثيق ابن حبان، فلننظر في ذلك.

نزار بن حيّان (١) لم يوثقه أحد، وذكره ابن حبان في «الضعفاء» (٢) وقال: «يأتي عن عكرمة بما ليس من حديثه حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لذلك». والقاسم إنما روى هذا الحديث عن نزار عن عكرمة، فكأن ابن حبان يشير إليه. والقاسم قد روى عن عكرمة كما مرَّ، فلو أراد الكذب لروى ذاك الحديث عن عكرمة رأسًا، وربح العلوَّ وشهادة نزار له.

وقد تابع القاسم على رواية هذا الحديث عن نزار: ابنُه علي بن نزار، وقال ابن معين في علي بن نزار: «ليس حديثه بشيء» لعله أراد هذا الحديث. وعلي بن نزار قد روى عن عكرمة، فلو أراد الكذب [١/ ٣٧٨] لروى هذا الحديث عن عكرمة رأسًا ويربح العلوَّ والشهادة لأبيه.

وقال ابن عدي (٣) في ترجمة علي في هذا الحديث «أنكروه على علي وعلى والده». ويؤخذ من «الميزان» (٤) أن بعضهم رواه عن [ابن] (٥) فُضيل


(١) (ط): «حبان» تصحيف.
(٢) (٣/ ٥٦ - ٥٧).
(٣) «الكامل»: (٥/ ١٩٤).
(٤) (٤/ ٧٩).
(٥) سقطت من (ط).