للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيها القاضي بقُمْ ... قد عزلناك فقُمْ

فقال القاضي: ما عزلَتْني إلا هذه السجعة!

وأما قول الكوثري: «اختلط ... اختلاطًا شنيعًا» فمجازفة، بل لم يختلط، وإنما قال ابن حجر في «اللسان» (١) بعد أن ذكر ما في «المستدرك» من التساهل: «قيل في الاعتذار عنه أنه عند تصنيفه «للمستدرك» كان في أواخر عمره، وذكر بعضهم أنه حصل له تغيُّر وغفلة في آخر عمره. ويدل على ذلك أنه ذكر جماعةً في كتاب «الضعفاء» له، وقطَعَ بترك الرواية عنهم، ومَنَع من الاحتجاج بهم؛ ثم أخرج أحاديث بعضهم في «مستدركه» [١/ ٤٥٦] وصححها».

ولعل المراد بقوله: «ذكر بعضهم» ما في «تذكرة الحفاظ» (٢) عن بعضهم أن الحاكم قال له: «إذا ذاكرتُ في باب لا بد من المطالعة لكبر سني». وهذا لا يستلزم الغفلة، ومع ذلك قوله: «تغيُّر وغفلة» لا يؤدي معنى الاختلاط، فكيف الاختلاط الشنيع؟

وقد رأيت في «المستدرك» المطبوع إثبات تواريخ السماع على الحاكم في أوله أي ج ١ ص ٢، ثم ص ٣٦، فـ ص ٦٩، فـ ص ٩٤، فـ ص ١٢٩، فـ ص ١٦٣. وتاريخ الأول سابع المحرم سنة ٣٩٣ (٣)، والثاني بعد ثلاثة أشهر


(١) (٧/ ٢٥٦ - ٢٥٧).
(٢) (٣/ ١٠٤١).
(٣) وقع في الموضعين من المواضع المشار إليها من «المستدرك» وهما ص ٢ و ٩٤: سنة ثلاث وسبعين، وهو خطأ مطبعي. ولذلك لم يعرج عليه المؤلف رحمه الله تعالى. [ن].