للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول .. ».

قال الأستاذ (ص ٣٧): « ... قال الدارقطني: كان كثير التدليس، يحدِّث بما لم يسمع، وربما سرق اهـ ... وكان إبراهيم بن الأصبهاني يكذِّبه، وكان الأبُ يكذِّب الابنَ، والابنُ الأبَ، وكثير من أهل النقد يصدِّقهما في تكذيب أحدهما الآخر ... ومن الدليل على بطلان الخبر من أساسه أن الحميدي مكيّ لم يجالس أصحاب أبي حنيفة ولا درس فقهه، وأحمد عراقي تفقه على أصحاب أبي حنيفة، فمثلُ أحمد العراقي لا يسأل الحميديَّ المكي ... ».

أقول: أما خبر تكذيب كلٍّ منهما الآخر، فرواه الخطيب (١) عن أبي العلاء محمد بن علي الواسطي ــ وقد تقدمت ترجمته (٢) ــ عن عبد الله بن إبراهيم الزبيبي (٣) قال: قال أبو بكر أحمد بن أبي الطيب المؤدب ... وأبو بكر هذا لم أظفر بترجمته، فإن صحت الحكاية فالظاهر أن الأب إنما أنكر على الابن شدة التدليس الذي صُورتُه كذبٌ كما يأتي. فأما كلمة الابن، ففَلْتة لسان عند سَورة غضب، فلا يُعتدّ بها. والأب ذَكَره ابنُ حبان في «الثقات» (٤). وحكى السلمي عن الدارقطني أنه قال: «لا بأس به» (٥). وقال


(١) (٢/ ٣٩٤).
(٢) رقم (٢٢٤).
(٣) وقع في «التاريخ»: «الزيني»، وهو تصحيف. [المؤلف]
(٤) (٩/ ١٤٩).
(٥) انظر «الميزان»: (٥/ ١٧)، و «اللسان»: (٧/ ١٧٣). وفي «سؤالات السلمي» (ص ٢٨٤) إنما ذكر ابنه محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، ووقع في النسخة المختصرة «محمد بن سليمان الباغندي» وليس فيهما قوله «لا بأس به».