للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الميت: "فقالت عائشة: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، أما إنه لم يكذب، ولكنه نسي أو أخطأ". وفي رواية (١): "قالت: إنكم لتحدِّثون عن غير كاذبين ولا مكذَّبين، ولكن السمع يخطئ".

وقولهم: "كذب فلان" المتبادر منه أنه تعمَّد أو أخطأ خطأً حقُّه أن يُلام عليه. ومن ذلك حديث: "كذب أبو السنابل" (٢)، وقول عبادة: "كذب أبو محمد" (٣)، وقول ابن عباس: "كذب نَوف" (٤)، وما أشبه ذلك.

والكذب لغةً هو مخالفة الخبر ــ أي [٢/ ٢٥٢] ظاهره الذي لم تُنصَب قرينةٌ على خلافه ــ للواقع مطلقًا، لكن لشدة قبح الكذب وأن العمد أغلب من الخطأ كان قولنا: "كذَب فلانٌ" مُشعِرًا بذمِّه، فاقتضى ذلك أن لا يؤتى بذلك حيث ينبغي التحرُّز عن الإشعار بالذم. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.


(١) لأحمد في "المسند" (٢٨٨) والنسائي (٤/ ١٩).
(٢) أخرجه الشافعي في "الرسالة" (١٧١١) وفي "مسنده" (٢/ ٥١) وسعيد بن منصور في "سننه" (١٥٠٦) والبيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ٤٢٩) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن سُبَيْعة. وأخرجه أحمد في "المسند" (٤٢٧٣) من طريق عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن مسعود. وأصل الحديث ثابت في الصحيحين عن سُبَيعة، أخرجه البخاري (٥٣١٩) ومسلم (١٤٨٤)، ولكن ليس عندهما اللفظ المذكور.
(٣) أخرجه مالك في "الموطأ" (١/ ١٢٣)، وأحمد في "المسند" (٢٢٦٩٣)، وأبو داود (١٤٢٠)، والنسائي (١/ ٢٣٠).
(٤) أخرجه مسلم (٢٣٨٠/ ١٧١).