للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألا بكَّر الناعي بخيري بني أسد ... بعمرو بن مسعود وبالسيِّد الصَّمَد

وقال الزِّبْرِقان (١):

ولا رهينة إلا سيِّد صمد

فإذا كان كذلك فالذي هو أولى بتأويل الكلمة المعنى المعروف من كلام مَن نزل القرآن بلسانه" (٢).

[ب ٢٣] وفي الكشاف (٣): "الصمد فَعَل بمعنى مفعول من صمد إليه إذا قصده وهو السيد المصمود إليه في الحوائج".

أقول: وإنما زاد ابن جرير قوله: "الذي لا أحد فوقه" لما فهمه والله أعلم من الحصر في قوله تعالى: {اللَّهُ الصَّمَدُ}، أي: لا صَمَد إلَّا الله، وقد نص غيره على الحصر وأنه لأجله عُرِّف (الصمد) دون (أحد)؛ لأن المشركين لم يدَّعوا الأحديَّة لغير الله عز وجل، وإنما ادَّعوا الصمدية فأتى بالحصر ردًّا عليهم. وقد نص أهل البلاغة في بحث المسند أنَّ نحو "زيد الأمير" قد يفيد القصر، أي: لا أمير إلا زيد.

وكأن ابن جرير رأى أن غير الله تعالى قد يصمد الناس إليه كالملوك والرؤساء وأن الصمْد إليهم قد يكون مباحًا، فرأى أنه لا يتأتَّى الحصرُ إلا مع


(١) مجاز القرآن ٢/ ٣١٦. انظر: الأمالي لابي علي القالي ٢/ ٢٨٨، وفرحة الأديب للغندجاني ١٧٧. وصدره:
ساروا إلينا جميعًا فاحتملوا
(٢) تفسيره ٣٠/ ١٩٧. [المؤلف]
(٣) ٤/ ٢٤٢.