قلت: قد ألف الإمام شرف الدين العاملي كتابًا في حياة هذا الراوية المكثر وأسماه: (أبو هريرة) , فمد فضيلته يده إلى حقيبة كانت معه وأخرج منها كتاب:(أبو هريرة) الذي ألفه الإمام شرف الدين العاملي , وكانت الطبعة الأولى طبعة صيدا - لبنان, وقال: هذا ما أهداه لي الإمام شرف الدين. فناوَلَني النسخة فأخذتها بيدي، فرأيتُ الإهداء بخط الإمام شرف الدين على الكتاب وفيه ما يشعر بجهاده وعلمه وإكباره (١).
ثم أخبرته بوفاة ... - شرف الدين - قبل أسبوع في يوم الاثنين الماضي الموافق ٣٠/ ١٢/١٩٥٧ م الموافق ٨/ ٦/١٣٧٧ هـ ... فتأثر كثيرًا وقال: كان في نيتي إهداء كتاب "الأضواء" له عند إتمامه من الطبع.
ثم طلب فضيلته الشيخ سليمان - صاحب المطبعة - وقال: هات الملازم المطبوعة من كتاب "الأضواء", فجاءني بها الشيخ سليمان وكانت آنذاك خمسة عشر ملزمة ولغاية (٢٤٠) صفحة مطبوعة, فأخذتها بيدي وتصفحتها حتى وصلت إلى عنوان:(أحاديث المهدي) , فرأيت فضيلته ينقل عن ابن خَلْدون البربري ويقول: وقد طعن ابن خلدون في أحاديث المهدي وفندها كلها, فقلت: يا مولانا الشيخ, إن البربري هذا ابن خلدون من ألدّ أعداء الشيعة وخصومهم ولا يصح نقل شيء من الخصم وكلامه ليس بحجة. وإذا كنتم بحاجة إلى (أحاديث في المهدي) فإن معي كتاب (منتخب الأثر) في الإمام الثاني عشر لفضيلة العلامة الكبير الشيخ لطف الله الصافي وفيه ينقل عن أعلام السنة ومحدثيهم, وإني مستعدّ لتقديمه لفضيلتكم حيث أنه ملمّ بهذا الموضوع.
وبعد أيام اتصلت به هاتفيًّا وحددت الموعد معه وقصدت منزله وصحبت معي كتاب:(منتخب الأثر) وأهديته له، وجُلْت معه ساعة وانصرفت.
(١) هذا يعطينا سببًا من أسباب انحرافات أبي رية عن السنة وطعنه في رواتها وأهلها!