للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: اثبت أُحُد، فإنما عليك نبي وصدِّيق وشهيدان». وصحّ معناه من حديث عثمان وبريدة وأبي هريرة وسهل بن سعد. راجع «فتح الباري» (٧: ٣٢) (١).

وفي «الصحيحين» (٢) وغيرهما سؤال عمر لحذيفة عن الفتنة، وقول حذيفة: «لا بأس عليك منها يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها باباً مغلقًا» قال عمر: «يفتح الباب أو يكسر؟ » قال حذيفة: «لا بل يكسر». قيل لحذيفة: «علم عمر بالباب؟ » قال: «نعم، كما أنّ دون غدٍ الليلة، إني حدَّثته حديثًا ليس بالأغاليط» ثم بيَّن حذيفة أن الباب هو عمر نفسه. فالمراد بقوله: «يفتح أو يكسر»: يموت أو يقتل.

وثَمَّ أخبار أخرى كرؤيا عوف بن مالك في عهد أبي بكر، وفيها في ذكر عمر «شهيد مستشهد» (٣). وفي «صحيح البخاري» (٤) أن عمر قال: «اللهم ارزقني شهادةً في سبيلك وموتًا في بلد رسولك» وراجع «فتح الباري» (٤: ٨٦) (٥) و (٦: ٤٤٦) (٦). ولا ريب أنّ كعبًا كان عارفًا بصحف أهل الكتاب وأن فيها أخبارًا عن المستقبل، وأنه كان يوجد في صحفهم في صدر الإسلام ما لا يوجد عندهم الآن، راجع ما تقدم (ص ٧٢) (٧). وشأن عمر من


(١) (٧/ ٣٨).
(٢) البخاري (٥٢٥)، ومسلم (١٤٤).
(٣) أخرجه أحمد في «فضائل الصحابة» (٣٥١)، وابن سعد في «الطبقات»: (٣/ ٣٠٧)، وصحح ابن حجر سنده في «الفتح»: (٤/ ١٠١).
(٤) (١٨٩٠).
(٥) (٤/ ١٠١).
(٦) لم أجد الإحالة إلى الصفحة، وانظر (٦/ ١٠ ــ ١١).
(٧) (ص ١٤٢ ــ ١٤٣).