للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يثبت عن أحدٍ من الصحابة أنه اعترض على شيء من حديث أبي هريرة إلا عائشة وابن عمر، فأما عائشة فيأتي قريبًا (١) قولها: «إنك لتحدّث حديثًا ما سمعته» فأجابها ذاك الجواب الصريح فأقرَّت. وقد تتبَّع أبو ريَّة الأحاديث التي انتقدَتْها عائشةُ على أبي هريرة، ويأتي الجوابُ الواضحُ عنها، وأنّ أكثرها قد ثبت مِن رواية غير أبي هريرة من الصحابة. على أن انتقاد عائشة لها ليس على وجه الاتهام بكذبٍ ونحوه ــ معاذ الله ــ وإنما فيه الاتهام بالخطأ، وقد اتهمت عائشة بالخطأ عُمرَ وابنَ عمر كما مرَّ (ص ٥١) (٢) ويأتي. وقد عدَّ الحاكمُ في «المستدرك» (٣) عائشةَ في الصحابة الذين رووا عن أبي هريرة كما يأتي.

وأما ابن عمر فإنما استغربَ حديثًا واحدًا من حديث أبي هريرة، فاستشهدَ أبو هريرة عائشةَ فشهدت، فعاد ابن عمر بطيب الثناء على أبي هريرة وقال له: «يا أبا هريرة كنتَ ألْزَمَنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعلمنا بحديثه». وممَن روى هذا الحاكم في «المستدرك» (٥١٠: ٣) وصححه وأقرَّه الذهبي (٤).

وفي «تهذيب التهذيب» (٥) و «الإصابة» (٦): «وقال ابن عمر: أبو هريرة


(١) (ص ٢٣١).
(٢) (ص ٩٩).
(٣) (٣/ ٥١٣).
(٤) وقد تقدم (ص ٢٠٥).
(٥) (١٢/ ٢٤٠).
(٦) (٧/ ٤٣٨).