للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صومه، وقد يوجَّه ذلك بأنه لما امتنع صوم اليوم الفاضل وهو الجمعة لأنه عيد الأسبوع عُوِّض عنه بصوم اليوم الذي قبله، وفي ذلك ما يقوِّي شَبَه الجمعة بالعيد. وفي «الصحيحين» (١) في حديث الجمعة: «نحن الآخرون السابقون ... ». والمناسب أن يكون اليوم الذي للآخرين هو آخر الآيام.

هذا، وفي «البداية» لابن كثير (١٧: ١) (٢): «وقد رواه النسائي في التفسير (٣) عن إبراهيم بن يعقوب الجُوزجاني عن محمد بن الصبَّاح عن أبي عبيدة الحدّاد عن الأخضر بن عجلان عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيدي فقال: «يا أبا هريرة إن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش يوم السابع، وخلق التُّربة يومَ السبت» وذكر بتمامه بنحوه. فقد اختُلِفَ على ابن جريج».

أقول: في صحة هذه الرواية عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح نَظَرٌ لا أطيل ببيانه، فمن أحبَّ التحقيق فليراجع «تهذيب التهذيب» (٢١٣: ٧) و «فتح الباري» (٥١١: ٨) (٤) ومقدمته (ص ٣٧٣) (٥) وترجمتَي أخضر وعثمان بن عطاء من «الميزان» (٦) وغيره. والله الموفق.


(١) البخاري (٢٣٨، ٨٧٦ وغيرها)، ومسلم (٨٥٥) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٢) (١/ ٣٢).
(٣) في «السنن الكبرى» (١١٣٩٢).
(٤) (٨/ ٦٦٧).
(٥) (ص ٣٧٥ ــ ٣٧٦).
(٦) (١/ ١٦٨) ترجمة أخضر، (٣/ ٤٤٥) ترجمة عثمان بن عطاء.