للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى» (١).

قال: (ولا ... ولا من المفتين).

أقول: بل هو من المفتين بلا نزاع، غير أنه لم يكن من المكثرين (٢)؛ لأنه كان يتوقَّى ويحبُّ أن يكفيه الفتوى غيره كما تقدم (ص ١٢٣) (٣). وفي «فتوح البلدان» (ص ٩٢ - ٩٣) (٤): أن عمر لما ولَّى قُدامة بن مظعون إمارة البحرين بعث معه أبا هريرة على القضاء والصلاة، ثم ولَّاه الإمارة أيضًا. فتَرْكُ عمر تولَية قدامة القضاء والصلاة مع أنه من السابقين وأهل بدر، وتوليته ذلك أبا هريرة= شهادةٌ قاطعة بأن أبا هريرة من علماء الصحابة (٥)، وأنه أعلم من بعض السابقين البدريين.

قال ص ١٨٥: (ولا من القُرَّاء الذين حفظوا القرآن).

[ص ١٤٨] أقول: قد تقدم رد هذا آنفًا (ص ١٤٦) (٦).

قال: (ولا جاء في فضله حديث عن الرسول) وعلَّق عليه: (روى البخاري


(١) أخرجه البيهقي في «دلائل النبوة»: (٤/ ٣٧٤) من مرسل عروة بن الزبير.
(٢) انظر «الإحكام»: (٥/ ٩٢) لابن حزم.
(٣) (ص ٢٣٦ ــ ٢٣٧).
(٤) [ص ١١٢]. ذكره عن أبي مخنف والهيثم، وليس ذلك بحجة، ولكنه يستأنس به حيث لا مخالف له. [المؤلف].
(٥) أقول: روى الواقدي عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن زياد بن ميناء قال: كان ابن عباس وابن عمر وأبو هريرة وأبو سعيد وجابر مع غيرهم من الصحابة، يفتون في المدينة ويحدّثون، من لدن توفي عثمان رضي الله عنه وعنهم إلى أن توفوا، وإلى هؤلاء الخمسة صارت الفتوى. انظر «سير النبلاء»: (٢/ ٦٠٧).
(٦) (ص ٢٨٠).