للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو ريَّة: (وقد روى الدارقطني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إنها تكون بعدي رواة [ص ١٨٠] يروون عني الحديث، فاعرضوا حديثهم على القرآن، فما وافق القرآن فحدّثوا به، وما لم يوافق القرآن فلا تحدّثوا به).

أقول: لم يذكر مصدرَه، وهذا هو الخبر الأول في عبارة أبي يوسف المتقدمة (ص ١٧٨) (١) وقد حكم الأئمة بأنه موضوع كما مرَّ.

قال: (وقد طعن رجال الأثر في هذا الحديث، ورووا حديثًا هذا نصه: «ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه». وهذا من أعجب العجب، لأنه إن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أوتي مثل الكتاب ــ أي مثل القرآن ليكون تمامًا على القرآن لبيان دينه وشريعته ــ فلم لم يُعْنَ صلوات الله عليه بتدوينه وكتابته قبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى كما عُنِيَ بتدوين القرآن).

أقول: قد تقدَّم البيان المنير في مواضع، منها (ص ٢٠ - ٢١) (٢).

قال: (ولم ينه عن كتابته بقوله: لا تكتبوا عني غير القرآن).

أقول: تقدّم البيان الواضح (ص ٢٢ - ٢٤) (٣).

قال: (وهل يصح أن يدع الرسول نصف ما أوحاه الله إليه يعدو بين الأذهان بغير قيد، يمسكه هذا وينساه ذاك؟ وهل يكون الرسول ــ بعمله هذا ــ قد بلّغ الرسالة على وجهها وأدى الأمانة كاملة إلى أهلها؟ ).

أقول: قد تقدم دفع هذا الريب (ص ٢٠ - ٢١) (٤)، والقَدْر الذي يحصل


(١) (ص ٣٣٩ ــ ٣٤٠).
(٢) (ص ٤١ ــ ٤٤).
(٣) (ص ٤٤ ــ ٤٩).
(٤) (ص ٤١ ــ ٤٤).