للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإدريسي حتى وفاته ــ وهي وثيقة مهمة تغني عن التحليل والتخمين ــ قال الشيخ:

"أوضِّح لكم صورة استخدام سيدنا ــ المقدَّس سرّه ــ لي، فأولًا عقب وصولي كان مُنزِلًا لي منزلة العلماء للمذاكرة في حضرته الشريفة وتدريس الطلبة، ومكثتُ على ذلك مدةً كان في أثنائها ربما استعان بي في كتابة بعض المهمات؛ كجواب على عالم أو تعزية في رئيس أو نحو ذلك، وربما أحال إليَّ بعض المسائل القضائية المشكلة".

وفي رسالة من المعلمي إلى القاضي عبد الله العمودي جاء فيها: "وأخوكم مشغول بالقراءة أولًا على سيدنا في "مسلم" مجلسين صباحًا إلى بعد الظهر، ومساء من بعد العصر إلى دخول المغرب، ومذاكرة نحن والشيخ محمد بن إسماعيل، ومذاكرة مع الطلبة على اختلاف دروسهم، ومسألة القضاء ... مع ما لا يستغني عنه الطالبُ من المطالعة".

فهذا النص يبيّن برنامج الشيخ اليومي ومدى تفرُّغه لطلب العلم ونشره، وهذا البرنامج مضاف إليه "مسألة القضاء" التي كان الشيخ كارهًا لتولّيها فقد دعا بعد ما ذكرها بقوله: "نسأل الله تعالى أن يجعل لنا منها فرجًا ومخرجًا".

ثم قال الشيخ في تلك الوثيقة:

"ولم يزل الحالُ على نحو ذلك، حتى أرسلني إلى "رجال ألمع" (١)، وقد


(١) محافظة "رجال ألمع" تقع في الجهة الغربية من منطقة عسير، على مسافة ٤٥ كيلو مترًا من مدينة أبها. وقد أشار إلى هذا الإرسال إلى عسير القاضي العمودي في مختصر تاريخه "إتحاف القارئ" (٢/ ٣٩٨) قال: "من أجل الخلاف الذي صدر من عسير على أصحاب الملك ابن سعود".