للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو في ذِكْر الدجّال، ويأجوج ومأجوج، والحشر، فوصف الحشر والمرور على السراط (١)، ثم قال: «ثم يأذن في الشفاعة، فيكون أول شافع روح القدس جبريل، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى، ثم يقوم نبيكم رابعًا لا يشفع أحدٌ بعده فيما يشفع فيه، وهو المقام المحمود ... ثم يشفع الملائكة والنبيّون، والشهداء والصالحون والمؤمنون ... ».

وفي ترجمة أبي الزعراء من «الميزان» (٢) عن البخاري أنه استنكر ما ذُكِر في هذا الحديث من ترتيب الشُّفَعاء؛ لأن المعروف في الأحاديث الصحيحة أن محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم أول شافع.

وفي «فتح الباري» (٣) في كتاب الرِّقاق، باب صفة أهل الجنة والنار، بعد الإشارة إلى هذا الحديث: وهذا الحديث لم يصرّح برفعه، وقد ضعَّفه البخاري، وقال: المشهور قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أنا أول شافع» (٤).

أقول: يمكن أن يقال: إن قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أنا أول شافع» أراد به شفاعته في المحشر لفصل القضاء، والذي في هذا الحديث هو الشفاعة بعد مجاوزة السراط. والله أعلم.


(١) كذا في الأصل بالسين، وهي لغة فيه. وقد التزمها المؤلف في كثير من المواضع في كتبه.
(٢) (٣/ ٢٣٠ - ٢٣١).
(٣) (١١/ ٤٢٧).
(٤) أخرجه مسلم (٢٢٧٨)، وأبو داود (٤٦٧٣)، وأحمد (١٠٩٧٢) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وروي من حديث أبي سعيد الخدري أخرجه أحمد (١٠٩٨٧) وغيره.