للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقول: أما قول مبارك بن فضالة عن الحسن: «حدثنا عمران بن حصين»، فقد أنكر الإمام أحمد ذلك على المبارك، كما في ترجمة المبارك من «التهذيب» (١).

وأما رواية هُشيم عن حميد عن الحسن: «ثنا سمرة»، فقد ذكرها ابن حجر في «التهذيب» (٢) مستدلًّا بها على سماع الحسن من سمرة لغير حديث العقيقة.

وفي ذلك نظر؛ لأن هشيمًا مدلس، وفوق ذلك ففي «التهذيب» (٣) عن البزار: «سمع الحسن ... ، وكان يتأول، فيقول: حدثنا وخطبنا، يعني قومه الذين حدثوا وخطبوا بالبصرة».

وقال قبل ذلك عن ابن المديني في قول الحسن: «خَطَبَنا ابنُ عباس بالبصرة» قال: إنما أراد خطبَ أهلَ البصرة.

وأما رواية أبي قلابة عن سمرة وعمران، فأبو قلابة كان يرسل عمن لم يلقه، ولكنه قد لقي سمرة وسمع منه. وفي ترجمة أبي قلابة من «التهذيب» (٤) أن أبا حاتم قال: «لا يعرف له تدليس»، قال ابن حجر: «وهذا مما يقوي من ذهب إلى اشتراط اللقاء في التدليس، لا الاكتفاء بالمعاصرة».

أقول: وفيه نظر.


(١) (١٠/ ٢٩).
(٢) (٢/ ٢٦٩).
(٣) في الصفحة نفسها.
(٤) (٥/ ٢٢٦).