ص ٢٩ بقوله:"وقد عنَّ لي أن أجمع ... " ــ كما سبق نقله ــ وبيَّن غرضه من تأليف الرسالة ... وعند النظر والتأمل يتبين أن هذا الكلام هو الأشبه أن يكون بدايةً للرسالة، لذا فقد قدّمناه إلى أولها، فالقطعة من [ص ٢٥ - ٢٨] في موضوع الضبط، ومن [ص ٢٩ - ٣٤] في موضوع العدالة، والعدالة كما لا يخفى مقدَّمة في الكلام على الضبط.
هذا ما يتعلق بترتيب الرسالة والتقديم والتأخير فيها.
أما موضوعات الرسالة، فقد مهّد المؤلف للكلام على العدالة والصدق ومَن هو الذي ينبغي أن يُصدّق بالكلام على آية:{وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ... }[التوبة: ٦١] ودلالتها على تصديق المؤمنين فيما أخبروا به.
ثم عَقَد فصلًا في المراد بالمؤمنين في الآية، وذَكَر الاحتمالات في ذلك، واختار أنه مَن أظهر الإسلام وظهرت دلائلُ إيمانه.
ثم عَقَد فصلًا في دلالة الآية على قبول خبر العدل بخلاف غيره ممن تلبّس بالفسق.
وانفصل منه إلى فصل في العدالة، تكلم فيه عن معناها لغة، ثم ذكر قولَه تعالى:{وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ ... } ودلالتها على العدالة.
ثم عقد فصلًا في المقصود من العدل وما الذي يخرم العدالة، وتخريج ما ورد من إشكالات في الباب، ثم فصلًا مختصرًا في الصغائر متى تخلّ بالعدالة.